باريس مهددة بفيضانات جارفة في الأيام المقبلة

وكالة بغداد تايمز (بتا):
تشهد فرنسا منذ ثلاثة أيام نسبة قياسية من تساقط الأمطار أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في العديد من الأنهار والوديان، ما جعل السلطات الفرنسية تخلي بعض المناطق من سكانها وترفع درجة التأهب في مناطق أخرى تفاديا لوقوع كارثة طبيعية مشابهة لما حصل في 1910العام، عندما غرقت العاصمة باريس بالمياه.
Image impressionnante sur l'A10. L'armée évacue la zone sinistrée à hauteur d'Orléans. #inondations @EssonneInfo pic.twitter.com/V2ho5XK2Jt
— Maxime Berthelot (@mxb91) June 1, 2016
الأمطار الغزيرة التي تتساقط منذ ثلاثة أيام بشكل مستمر على فرنسا، رفعت من خطر تعرض العديد من المناطق الفرنسية لفيضانات، ما دعا السلطات لرفع حالة التأهب لدرجة عليا خاصة في منطقتي “لو لواري” بجنوب باريس و”سان إي مارن” في منطقة “إيل دو فرانس”.
وأكد محافظ منطقة “سان إي مارن” جون لوك ماركس أن الوضع فرض إغلاق المدارس والإعداديات في 17 بلدية.
Inondations campus d'Orsay – vallée @u_psud – pic.twitter.com/dI4sj2nwZC
— Emmanuelle Louis (@E_LouisUPSud) June 1, 2016
وفي باريس ارتفع منسوب المياه في نهر السين إلى حوالي الأربعة أمتار، 3.82 مترا، وتحديدا في منطقة “أوستيرليتز”، ما رفع حالة التأهب إلى “الدرجة الصفراء”.
وإن كانت حركة الملاحة على النهر لم تتوقف، إلا أن الكثير من الممرات المؤدية نحوه تم غلقها، ومن الممكن أن يصل ارتفاع منسوب المياه في نهر السين إلى 5.20 مترا يوم الجمعة.
تخوفات من الفياضانات
وفي ظل هذا الوضع، ظهرت تخوفات من إمكانية ارتفاع منسوب المياه في الأنهار، لاسيما نهر السين في باريس، إلى مستويات قياسية، ما قد يسبب فيضانا شبيها لما عاشته العاصمة الفرنسية قبل أكثر من مئة عام.
لودفيك فايتر، المسؤول في معهد التهيئة المعمارية بباريس وضواحيها، قال في لقاء صحافي مع موقع مجلة “لونوفيل أوبسرفتور”، إن كل المعطيات المتوفرة في الوقت الحالي تشير إلى أن “الوضع عادي”، وأن “80 بالمئة من الأنهار لم يتجاوز منسوبها المستوى الأخضر”، بمعنى المنسوب العادي.
وأوضح أنه “يمكن التكهن بحدوث فيضان قبل سبعة أيام من حدوثه، ويمكن أن يتأكد ذلك قبل ثلاثة أيام مما يتيح إبلاغ السكان بما يلزم القيام به، ثم رسم مخطط إنقاذ لمواجهة الوضع”.
وأضاف أنه في حال حصول أي فيضان ستكون السلطات مجبرة على إجلاء 800 ألف شخص، وسيكون 400 ألف مسكن معرضا لأضرار في باريس وضواحيها.
نهر السين يغادر سريره في باريس ويبدو في عمق الصورة برج إيفل
berges de #Seine sous pont de Grenelle #Paris #CrueSeine pic.twitter.com/KeLJpumd2y
— Isabelle Audin (@IsabelleAudin) June 1, 2016
والأضرار الأخرى الممكن أن يلحقها الفيضان أنه قد يغمر أجزاء كبيرة من العاصمة الفرنسية، يوضح فايتر، وتتمثل في إتلاف خطوط شبكات الكهرباء والاتصالات. وأشار تقرير صدر في 2014 أن الاقتصاد سيصاب بالشلل في باريس وفرنسا عامة في حال تعرضها لفيضان.
وتعرض باريس لفيضان سيتطلب شهور طويلة لإعادة الوضع إلى حالته الطبيعية. وهذا راجع إلى اتساع رقعة المساحات المأهولة بالسكان بالضواحي مقارنة مع فيضان 1910 الذي غمر العاصمة الفرنسية.
الوضع في باقي المناطق الفرنسية
وقالت السلطات إن رجال الإنقاذ قاموا بأكثر من 4500 عملية تدخل بين ليل الإثنين وصباح الثلاثاء، وهذا عقب الإبلاغ عن أقبية مغمورة بالمياه أو أسقف منهارة.
وفي الغرب الفرنسي، تم إغلاق الطريق السريع الذي يربط باريس بمدينة بوردو أمام حركة السير. وليس بعيدا عن هذه المدينة، تم إخلاء سجن يبلغ عدد نزلائه 400 شخص، وتم توزيع السجناء على سجون أخرى.
وبلغت التساقطات مستوى قياسيا، حيث تعادل الكمية التي تساقطت خلال ثلاثة أيام، ما يمكن أن يسجل خلال شهر من هذه التساقطات المطرية.
بوعلام غبشي | فرانس 24 – عربي