بغداد تايمز
يتعجب من لا يجد شيء الا يتعجب عليه ، وكأننا اليوم نعمل لكي لا نحصل على شيء واقصد المواطن ذي “الدخل المحدود” ولو تفحصنا فيما اقول لوجدنا انا المواطن وحده مغلوب على امره فهو من تتلقفه الايادي شمالا ويمينا فتتوقف عنده الة الحاسبة لكي يحصي ما جناه من راتبه نهاية اليوم الذي يستلم به ذاك الراتب، والسبب حسب ما اعتقد ومن خلال استقصائي لحالات بعض المهن الخاصة ، قد تركت تصول وتجول دون مراقب وهي من تفرض التسعيرة التي ترغب في اي عمل تقوم به وليست فقط المهن وانما المستشفيات الخاصة والصيدليات وكل هذا يشكل الم وضغط على المواطن ذي الدخل المحدود فمثلا لا على سبيل التعميم ، عندما يمرض المواطن ينصحه ذويه للذهاب الى الطبيب فلان ، يشخص الطبيب ان المريض يحتاج الى عملية وهنا تبدأ مرحلة الدفع اولا حق الطبيب مع المستشفى التحاليل الاشعة وبعدها يظن ذاك المسكين خلاص حدد أطر المبالغ التي سيدفعها ولكنه يفاجئ عند دخوله للمستشفى ان تنظيم الطبلة فقط في بعض المستشفيات الخاصة يصل الى 25 ألف دينار …؛ فقط تنظيم الطبلة وهي لا تحتاج الى جهد بل كنت على زماني يذهب المريض مستلقيا على سريره فتفتح له طبلة مجانا …. ، “والحمد لله ” اما الصيدلية فان الصيدلي يبشرك بان لدية دواء اصلي ” ونص نص” وعندما تساله لماذا النص نص واكيد ام يكن فعال كالأصلي فانه يجيب “كلمن على كد فلوسه “وهنا اسأل الذي لا يملك المال هل سيعالج نص نص ؟ .
واذا رب العالمين ستر عليك فتجاوزت المرض فان هناك صيف لاهب يتحاشاه الصخر لذا تضطر لشراء مكيف هواء بالتقسيط من جمعية الموظفين ، وعندما تريد تشغيله عليك ان تبحث عن فني او مهندس لتركيب السيد المكيف وعندها تتفاجئ بتنوع الاسعار وتفنن الفني في ايجاد التبريرات لإفراغ جيبك فمثلا لو اردت ان تفحص المكيف لأي طاري عليك ان تدفع اجور فحص فقط بين ٢٥ الى ٣٥ ألف دينار ، وهنا أسال : عامل البناء يعمل ثمان ساعات تحت اشعة الشمس لكي يأخذ هذا المبلغ في نهاية يومه وفي عز الحر والفني يأخذه لدقائق وهل اصبح الفحص له مبالغ تحددها نقابة العمال في العراق ام ان العمال الفنين واصحاب المكاتب تصول وتجول وكلا حسب ما يراه مناسبا له .
هذا شيء من اشياء ونحن نرصدها بين جو لاهب ومرض لا يرحم من المه ، وكلاهما من رب العزة سبحانه وتعالى ، وهذا يعني اننا تحت اختبار الخالق تعالى فيرى من منا يرحم من ام اننا اصبحنا وامسينا وكأننا نزعت الرحمة من قلوب بعض من ران عليها ، فنسينا ان من يرحم الناس يرحمه الله في السماء.
علينا اولا ان نوجه تحياتنا لوزارة الصحة ونتمنى ان تحدد اجور دخول المرضى للمستشفيات الاهلية لانهم اكيد غير راغبين بدفع تلك المبالغ ولكنهم مضطرين لها ، اما الاجور التي اضيفت كأجور تنظيم الطبلة والتحاليل اتمنى ان تلغى وتكون من ضمن اجور العملية ، وكذلك مراقبة الصيدليات ويجب ان يكون هناك دعم للموظفين من قبل الدولة على ان تخصص صيدليات اهلية تتعامل مع الدولة لهذا الدعم ، والاهم ان تلغى تكاليف الادوية لكبار السن لانهم ينظرون الان الى الدولة كراعي لهم بل ربما اصبحوا ثقالا على عوائلهم فلا يوجد من يعيلهم غير دولتهم لانهم بالتأكيد قد دفعوا عمرهم ثمنا للمساهمة في بناء بلدهم وينتظرون من دولتهم الوفاء لهم .
اما المهن التي أشرت الى بعضها في تخصصاتها فانني اتجه الى نقابة العمال لكي تضع الضوابط في اسعار تصليح ونصب اجهزة التكييف وكذلك اعمال السباكة والحدادة والبناء وجميع الاعمال الحرة لأننا اليوم امام اسعار خيالية وابتكارات لا حدود لها فما كنا نسمع بأجور الفحص ولكننا كنا نسمع بأجور التصليح …!.
الكاتب الدكتور: المهندس محمد المعموري