مدير عام الوكالة ورئيس التحرير
علي محسن الفرهود

تأبى الجراح إلا أن تنزفُ ألماً

  • 586 مشاهدة
  • 9 أشهر مضت

بغداد تايمز

يومٌ اتذكرهُ ويومٌ اعيشهُ ويوم ابكيهِ، يوم كانَ التاريخ واقف والحاضر حاضر والمستقبل مسافرفي سفرِ الايام ، يوم عاشوراء كان هناكَ بطلا واحدا يقاتل من اجل دينهِ فتوقفت عندهُ شُعب الايمان وتجمعت الغمامُ فوقَ رأسهِ تنادي للأيمان فتجلبُ الغيث والغيث منحبسٌ يأبى النزول الا في “حمى ” الحسين فتجلت رسالة جدهِ بين صفاء روحه وتضحيته من اجل دينه فأبى ان يبيع نفسه وابى ان يكون الا كما هو سيد عزيز ابن الاكرمين، ابن النبوة وخريج مدرستها وسليل مجدها فهو حفيد محمد صلى الله عليه وآلة وسلم وهو ابن علي المرتضى وامه الزهراء واخوه الحسن المجتبى، هو الحسين فانعم هو الضرغام فاكرم.

لا تكف دموعنا اذا بكينا ولا تستوعبنا الارض اذا مشينا، فنحن بين ماض نحيه وحاضر نبكيه وحسين يعيش بين اوصالنا لنخط بتضحياته خطانا ونسير في ركبه وهو معنا في جورحنا ؛ في اعمالنا في تصرفاتنا فأننا عندما نسير نحو كربلاء تتجلى قيم الشهادة وكلما اقتربنا من مرقد ساكنها تتكسر الخطوات فلا تحملنا اقدامنا فتذهب الروح لتسكن عند ضريحه باكيتا شاكيتا وكأنها تنوح في افق السماء لتحمل دموعنا في افاقها وتنزل احزانها عند كربلائها فنأبى الا ان نسمعها لصاحب الحضرة وساكنها الحسين ، فنصرته غايتنا والمضي على نهجه طريقنا والسير في سبيله غايتنا، لان نصرته واجب علينا بل هو امانة في اعناقنا، فتأبى الكلمات الا ان تكون حاضرة معنا لتكتب عهدنا وتشهد بيعتنا وتستمد العزم من ال بيت نبينا لتكون منهاجنا وطريقنا، فكان الحسين والحسين قدوتنا.

عندما كنت صغيرا كان ابي يجمعني مع اخوتي في مثل هذه الايام ليخبرنا شيء واحد عن الامام الحسين بفطرة نظيفة وبإيمان كبير ليقول ان الامام الحسين ستبقى ذكراه ما دامت الارض تحمل فوق كتفها الحياة، … ، لم نكن نعلم ماذا يعني ولكننا كنا نستمد منه حبنا للحسين، وكلما تقدم بنا العمر كنا نسمع هذا منه -رحمه الله- وكلما كبرنا كنا نعي ما يقول فكانت كلمات ابي تعني ان منهاج الحسين هو منهاج الايمان والتقوى وان عاشوراء التي كان بطلها الامام الحسين هي تجديد للأيمان وعهد من الانام لرب الانام بأن دين محمد سيبقى مع الزمان وان صرخت الحسين ابت الا ان تدوي في كل وقت وزمان وهي الصرخة التي ارغمت كل من تسول له نفسه المساس بالإسلام. مات ابي وترك لنا ارث كبيرا وحملنا امانة على نهج الامام الحسين نسير.

الكاتب : محمد المعموري

أخبار مشابهة

صرخة غضب جماهيرية: إلى متى الصمت المخزي؟!

بغداد تايمز الكاتب العماني : خميس القطيطي لعلَّه النِّداء الأخير قَبل أن يلتهمَ المُجرِم...

لمن توجه أمريكا بوارجها وأساطيلها العسكرية.. لمصر أم لإيران؟ هجمة تتارية جديدة ولا عز بن عبد السلام لها.. على من سيكون الرهان للخلاص؟

بغداد تايمز حشود عسكرية غير مسبوقة تم إرسالها إلى منطقة الشرق الأوسط في الساعات الأخيرة، وهو...