بغداد تايمز
الكاتب الدكتور:: محمد المعموري
يلاحظ في السنوات الأخيرة توافد العمالة الأجنبية بطريقة قانونية أو تجاوز على القانون، إلا أن الأهم من هذا كيف سيكون موقف العمالة المحلية بين تزايد طلب للعمالة الأجنبية في كافة مفاصل النشاطات التجارية أو حتى محال الخدمات التي كانت تدار من قبل العراقيين حصرا إلا أننا اليوم نلاحظ أن العمالة الخارجية اخترقت جدار العمالة المحلية كونها الآن أصبحت تدير حتى “السوبر ماركت” الصغيرة أما الشركات الكبيرة التي تحتاج إلى مهندسين وخبرات فأنا أخشى كل ما أخشاه أن نجد تلك العمالة تخرج الكثير من خبراتنا التي هي مطلوبة في كل دول العالم واستبدالها بخبرات أقل من العمالة الخارجية، ولكي لا أكون بعيدا عن هذا فإنني أجد في ذاكرتي ما يؤرقني وأخسئ أن يستبدل مهندسنا الكفؤ وطبيبنا الذي تلقى ارفع العلوم في اختصاصه إلى مبتعث يأخذ مكانه، ولذا؛ فإنني سأفرش ذاكرتي هنا لكي نتجنب أن نتخطى خبراتنا في استقدام من هم أقل خبرة وبمبالغ كبيرة جدا مع توفير الضمان الصحي وكذلك السفر السنوي المجاني لبلاد المبتعث بي الذاكرة إلى كم عاما مضت حيث كنت على متن طائرة في طريق عودتي إلى بلدي بعد غربة كنت فيها اعمل في أرقى شركات العالم وكان لي بفضل الله ثم ما تعلمته من علم وخبرة في بلدي كان لي اسم وكنت المميز في تلك الشركة العالمية المميزة ولم أكن أفكر في أن أتركها أو أجد سببا لتركها، “المهم ” كان جالسا بجنبي مهندس هندي، والسفر يستغرق بضع ساعات في منتصفه طلبت وجبة بسيطة وسألني هل هذه جيدة أجبته نعم فبدأ الكلام عن وظيفتي ووظيفته تبين أنه مدير إقليمي لشركة نفط هندية في العراق وان مقر عمله في احدى الدول الخليجية وعليه السفر بين فترة واخرى لكي يتابع تقدم العمل في تلك المشاريع ، عندها وسألني عن عملي فأجابه بأنني أعمل في مكاني الذي أعمل فيه واستفسر عن مدة الإجازة التي أمكث فيها بالعراق أجبته شهرا، اقترح علي ان اشتغل معهم . في تلك الشركة وقد اغراني بانني سأكون قريب على عائلتي وراتبي سيكون ما يكون، لم أرفض ، اعطاني رقم “مبايل” مدير المشروع او الشركة التي تعمل في العراق وبعد ايام ترجع ارغب اتصلت به وأخبرته بان فلان اوصاني اتصل بك لكي أعمل معكم، لم اجد ترحيبا ولا أسمع اهلا وسهلا وكأنهم ابناء البلد وانا الغريب الذي ا العمل لديهم، قال ابعث “السي في ” ، بعثتها ، وبعدها سافرت الى عملي ، ثم بعد فترة اتصلت به فقال انهم سوف لن يبدوا المشروع الان، فعلمت ان العمالة الهندية او الاجنبية ترغب بمواطنيهم وان كان المتقدم لديه الخبرة من ابن البلد أما الذي جعلني أقلق أكثر على خبراتنا فإنني كنت بسفر ترانزيت بين مصر والبلاد التي أعمل فيها عندما دخلت إلى باحة الطائرة وجدت أكثر من ثلثي الطائرة عمالة بين مهندس وفني من أشقائنا المصرين ذاهبين لبلدهم وعمالة أخرى من دول أخرى وكأننا الآن نفتح كلياتنا وان جامعتنا لم تخرج كفاءات ومصانعنا ومشاريعنا لم تعط الخبرات لمهندسينا كم مهندسا استشاريا متقاعدا لديه خبرات يجلس الآن ينتظر راتبه التقاعدي لماذا لا ازحهم في المشاريع بدلا من المهندسين الأجانب، وكم مهندس تخرج من كليته يرغب في أن يكون له تاريخ عمل في شركة . لكي يبدأ مشواره العملي، اعتقد سنجد الكثير وإذا كانت المشاريع تبحث عن خبرات فلا توجد أكثر خبرا منهم.
ولا أعتقد أنها تتوقف عند هذا الحد فإننا نجد “البنجرجي” وهي مهنة فعالة في المجتمع يجمع حوله العمالة الخارجية وصاحب الأسواق والمعرض وحتى المتسولين وبياع الخضر.
لذلك يجب أن نحدد الشركات التي تنفذ المشاريع وأن نفرض عليهم عمالتنا وخبراتنا، وكذلك علينا أن نكثف الرقابة على العمالة الخارجية فأغلبهم بلا غطاء قانوني وعلينا أن نعمل بنظام الكفيل أي لا يمكن استقدام عامل أو عالم ما لم يكن له شخص يكفله في العمل كما هو معمول به في دول الخليج، وعلينا أن لا نعطي لتلك العمالة الثقة وان ” نشيخهم ” على أبنائنا لأننا العراقيون من طبعنا الطيبة وقد تستغل لا سامح الله.