بغداد تايمز
الكاتب الدكتور محمد المعموري
الابداع في مسابقة القصة القصيرة في دار الابداع
قبل يومين اعلنت نتائج القصة القصيرة للبنات التي نظمتها دار الابداع للطباعة والنشر وللسنة الرابعة على التوالي حيث اشتركت في هذه المسابقة اكثر من اربعين متسابقة من مختلف محافظات العراق ومن اقطار عربية فكانت حقا احتفالية ثقافية مميزة كونها استطاعة ان تبين مواهب قادرة على رفد فن القصة القصيرة بإبداعات كان يخفيها عدم الاهتمام بها ، ولأهمية زرع الثقافة في نفس الطفل والمراهق والشاب . علينا ان نحتضن تلك الابداعات وان نوفر لها المحيط الذي يؤهلها لخوض تلك التجربة ومن ثم تطويرها
لقد كانت دار الابداع تنفرد بأبداع مديرها المتألق القاص والاديب الدكتور اسامه محمد صادق لتحقيق اهداف ثقافية متميزة ، بمجالات كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر مسابقة قراء” كتاب ” ومن خلال هذه المسابقة التي اشترك بها العراقيين والعرب ومن مختلف الاعمار ، حققت . تلك المسابقة غايتها في دفع الشباب بالأخص لقراءة كتاب ومن ثم مناقشته مع لجنة مميزة من الاكاديميين والكتاب والسؤال هنا كيف لنا ان نخلق جو ثقافي يساعد الشباب على ترك “الموبايل” “والالتجاء” الى الكتاب بل كيف نثقف الشباب على قراءة كتاب كل فترة زمنية ولتكن اسبوعيا او حتى كل شهر المهم ان نحاول جعل الكتاب بدل الموبايل لكي نستطيع ان ننهض بالمجتمع لان المجتمع لا يمكن . ان يتطور الا عندما نمر من باب القراءة ومن ثم تطويرها بشكل اكبر بين طلاب المدارس والكليات وصولا الى كل فئات المجتمع وهنا تحضرني عدة صور شاهدتها من خلال سفري، حيث كنت ألاحظ ان المسافرين الانكليز بصورة خاصة يحملون معهم كتاب اثناء سفرهم وكلما سنحت لهم الفرصة يتم قراءته ، كنت اعتقد ان هذه الظاهرة فردية ، الى ان سافرت الى بريطانيا فكنت ارى تأثير الكتاب على المواطن البريطاني لانهم كانوا يشجعوا طلاب الابتدائية للذهاب الى المكتبة العامة في المدينة وقراءة عدد من الكتب ومن ثم يمنح من يقرأ تلك الكتب مدالية وكذلك يكرم بعد العطلة الصيفية او الربيعية من قبل المدرسة ، ولم يتوقف الاهتمام عند هذا الحد بل كانت المدرسة تكرم الطلاب . الذين يقرأون مئة كتاب للأطفال او قصص قصيرة
. لذلك فليس من العجب أن يتعلق المواطن البريطاني بالكتاب مادام قد تعود على اغتنائه
واجب الاباء منح ابنائهم فرصة القراءة من خلال توفير مكتبة صغيرة يستطيع الابن قراءة ما تحويه وكذلك من واجب المدارس والكليات على . تشجيع القراءة بين الطلاب واعتقد من المهم ان تنظم مسابقات في المدارس والكليات لهذا الشأن
ان ما يحدث الان من فضوى منصات التواصل الاجتماعي ستجعل من ابنائنا غير قادرين على ادراك ما حولهم واصبح الكثير من الاغبياء في بعض منصات التواصل نجوم وهذا خطر كبير يدق ناقوسه في المجتمع العراق لان الشباب قد يتخذوا من هؤلاء الفاشلين مثلا لهم ، وعندها . سينحدر المجتمع الى ما لا تحمد عقباه، ان معالجة امراض المجتمع تتم عن طريق تطوير قنوات الثقافة في المجتمع، وعليه فمن المهم ان ندعم تلك المبادرات الثقافية التي غايتها النهوض بالثقافة في بلدنا من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي والاعلامي لهذه النشاطات ، ولو فقط قارنا بين ما تقوم به دار الابداع على سبيل المثال وبين الهرج والمرج الذي يصنعه صانعي المحتوى لوجدنا الداعمين في برنامج التك توك يدعمون هذه البرامج بكل سخاء اما الثقافة وتطوير مفرداتها فان المثقفين يتجنبونها.