وكالة بغداد تايمز (بتا)
انتقد خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، استخدام السلاح لمواجهة أي اعتراض شعبي، داعيا الاطراف السياسية الى اعتماد الحوار كمنطق إنساني وترك القتل والتصادم، مباركاً الاتفاق النووي الايراني داعياً ان ينتج عنه برنامجا نوويا سلميا أن يكون سلاما في المنطقة وخصوصا في العراق، مؤكداً على الدبلوماسية العراقية وحكومتها أن تكون حاضرة في المشهد النووي السلمي للتخفيف مما يمر به العراق والمنطقة.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في بغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ اليعقوبي، اننا “إن الله يحث على السلم الاجتماعي سواء كان بين أفراد مجتمع واحد فيه عدة مشخصات سواء قومية أو دينية أو طائفية أو عرقية أو بين المجتمعات كافة و أن الحل الأسلم للخلاف والاختلاف هو منطق الحوار والحجة ، ولا يرى أن القوة واستخدام التسلط هو الحل ، بل علينا كمجتمعات إنسانية أن نغلب لغة الحوار في كل خلافاتنا”.
واضاف الساعدي ان “الحوار منطق إنساني والقتل والتصادم مبدأ حيواني لا يقدم عليه الانسان إلا مضطرا وقد شهدنا قبل يومين الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية التي مثلت أقوى دول العالم وامتد هذا الخلاف والاختلاف بين الجانبين أمداً طويلاً استخدمت فيه كل أشكال التسلط والقهر لإجبار الطرف الآخر للنزول عند رغبة الآخرين فلم ينفع منطق القوة وكان الحوار أنجع سبيل لإنهاء هذا الخلاف خرج به العالم”.
وتابع الساعدي “نحن إذ نبارك للعالم حل هذه المشكلة، نأمل من هذه القوى الدولية أن تخفف من غلواء صراعاتها في العراق ومحيطه وأن يكون هذا الاتفاق الناتج عنه برنامجا نوويا سلميا أن يكون سلاما في المنطقة وخصوصا في العراق”، مشيراً ” أننا نوجه خطابنا للدبلوماسية العراقية وحكومتها أن تكون حاضرة في المشهد النووي السلمي للتخفيف مما يمر به العراق والمنطقة”.
واوضح الساعدي “وفي الوقت الذي تحقق فيه قواتنا الأمنية والحشد الشعبي والعشائر انتصاراتٍ في تحرير الرمادي ونبارك هذا الصمود والتحدي نأمل أن لا ننسى الحوار بين الفرقاء السياسيين كما وجه سابقا سماحة المرجع الديني آية العظمى الشيخ محمد اليعقوبي بيانا دعا فيه الجميع إلى تنازلات عادلة ومنصفة والجلوس على طاولة الحوار الجاد واحترام الآخرين وقد كرر هذه الدعوة أمام ممثل الأمم المتحدة”.
ودعا الساعدي السياسيين في العراق ” أننا نوجه خطابنا للفرقاء السياسيين ونبين إن الاعتماد على القوى الخارجية في كل الأحوال هو خسارة لك ولبلدك فها هي دول المحيط العراقي التي كانت تعول على القوى الكبرى ترى أنها تخلت عنها حسبما تراه في هذا الاتفاق، لذا ندعوهم لحل مشاكلنا بالاعتماد على ذاتنا دون إقحام الآخرين والإرادات الخارجية في مشاكلنا فهذا التصرف هو التصرف الحكيم الذي ينبغي على السياسيين أن يتخذوه سبيلا”.
وبخصوص المظاهرات في البصرة بسبب سوء الخدمات، بين الساعدي ان “من المؤسف جداً ما بلغنا من أحداث البصرة وما يجري فيها من استياء شعبي لتردي الكهرباء ومواجهة هذا التصرف بالإطلاقات النارية والحري بنا أن نستخدم الحكمة والتحلي بالصبر لحل مثل هذه المشكلة التي باتت معضلة كبرى لا بصيص أمل في حلها”.
وحذر الساعدي “ليس من الصحيح استخدام السلاح لمواجهة أي اعتراض شعبي فمازلنا نقتل بيد داعش والذي بلغت إحصائيات شهدائنا منذ مطلع عام أربعة عشر وألفين على أقل التقادير خمسة عشر ألف شهيد مدنيا كما هو في إحصائية الأمم المتحدة وفوق هذا القتل تقتل الحكومة المحلية هناك مواطنيها وتوتر الشعب أكثر مما هو عليه”.
وحمل الساعدي الحكومة مسؤولية تردي الخدمات “لنكن أكثر صراحة فإن تردي الخدمات من مسؤولية الدولة وخصوصا الكهرباء فالفساد فيها كبير جدا ولا جدية لمحاربة مثل هذا الغول فعلى الحكومة أن تستخدم الحكمة تجاه انفعالات الشعب المظلوم”.
ودعا الساعدي “دول المنطقة لحل مشكلاتها فيما بينها بلغة التفاهم والحوار والإنصات للطرف الآخر وعدم إقصاء الآخرين، فكفى هذه المنطقة توترا منذ عقود أرهقتها سياسيا وعسكريا واقتصاديا حتى أصبحت مسرحا لتصفية الحسابات والخاسر الوحيد هي هذه الدول ذاتها ونأمل من الجميع أن يكون جاداً في حواره واحترامه للأطراف الأخرى فإن العراق بالذات ودول المنطقة لم تعد تحتمل كل هذا التوتر وحمامات الدم”.