وكالة بغداد تايمز (بتا):
يعرف سرطان الثدي من أكثر الأمراض شيوعاً لدى السيدات، بل وتزداد نسبة الإصابة به يوماً بعد يوم . حتى أن هناك بعض الدراسات الحديثة التي تقول أن واحدة من كل 8 سيدات معرضة لخطر الإصابة بهذا المرض في عام 2020 ..
التفريسات (Scans) – البحث عن ادلة لوجود سرطان الثدي قبل ظهور الاعراض الاولى – هي المفتاح للكشف المبكر عن سرطان الثدي، حين لا يزال في مرحلة يمكن فيها معالجته. طبقا للمعلومات عن سنك ومجموعة (او مجموعات) الخطر التي قد ينتمين اليها، تشمل التفريسات: اجراء فحص ذاتي للثدي، فحص الثدي من قبل ممرضة او طبيب (الفحص في العيادة)، تصوير الثدي الشعاعي (Mammography)، او فحوصات اخرى غيرها.
الفحص الذاتي للثدي هو احدى الامكانيات، فقط، ويجب اجراؤه بشكل دائم ومنتظم بدءا من سن 20 عاما. ان اكتسابك خبرة الفحص الذاتي للثدي، وتعرفك على انسجة وبنية ثديك على اساس دائم ومنتظم، قد يجعلانك قادرة على كشف علامات مبكرة لسرطان الثدي.
يجب عليك ان تتعلمي كيف يبدو ثديك عادة، وان تكوني يقظة لاي تغيير في الاحساس او في نسيج الثدي. فاذا ما لاحظت اية تغيرات، يجب اعلام الطبيب في اسرع وقت ممكن. اتيحي لطبيبك اختبار كيفية قيامك بالفحص الذاتي، كي يستطيع ارشادك والاجابة على ما قد تثيرينه من تساؤلات.
اذا كان لديك في العائلة من اصيب بمرض سرطان الثدي (تاريخ عائلي) او اذا كنت تنتمين لاحدى مجموعات الخطر الاكثر عرضة للاصابة بسرطان الثدي، فينصح بان تخضعي لفحص الثدي في العيادة مرة واحدة كل ثلاث سنوات حتى بلوغك سن الـ 40 عاما. ثم بمعدل مرة واحدة كل سنة، فيما بعد.
خلال هذا الفحص يقوم الطبيب بتفقد نسيج الثدي للبحث عن كتل او تغيرات اخرى في الثدي. يستطيع الطبيب كشف الكتل او التغييرات التي لم تفلحي انت في الانتباه اليها، ويمكن ان يلاحظ ايضا ازدياد حجم الغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة الابط.
تصوير الثدي الشعاعي، الذي يفحص انسجة الثدي من خلال انتاج صور الاشعة السينية (اشعة رنتجن – X – Ray)، يعتبر اليوم الفحص الاكثر موثوقية للكشف المبكر عن كتل سرطانية في الثدي، حتى قبل ان يشعر الطبيب بها بواسطة اللمس اليدوي للثدي. ولهذا السبب، ينصح اجراء هذا الفحص لكل النساء فوق سن الـ 40 عاما، بشكل متكرر.
هنالك نوعان من تصوير الثدي الشعاعي:
لكن فحوصات التصوير الشعاعي ليست مثالية. فهناك نسبة معينة من الاورام السرطانية – واحيانا كتل يمكن تحسسها بالفحص الذاتي – لا تظهر في صورة الاشعة السينية (جواب سلبي خاطئ).
هذه النسبة تكون اعلى بين النساء اللواتي هن في الاربعينات من العمر، وذلك لان النساء في هذا العمر والنساء الاصغر سنا هن اكثر ميلا لوجود كثافة اعلى في نسيج الثدي، مما يجعل من الصعب التمييز بين نسيج سليم واخر غير سليم.
فحوص اخرى:
خلافا لفحوصات التفرس (Scaning)، فان اجراءات التشخيص تساعد في تحديد وتوصيف الحالات الشاذة في نسيج الثدي التي تم الكشف عنها بالفحوصات الروتينية، مثل اكتشاف كتلة في الثدي باللمس، او بواسطة التفرس بالتصوير الشعاعي للثدي او بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). هذه الفحوصات تساعد الطبيب في تحديد ما اذا كنت بحاجة الى اجراء خزعة (اجراء طبي تؤخذ فيه خلايا او نسيج كعينة للتحليل والفحص في المختبر – Biopsy)، كما تساعد في بلورة توجيهات لكيفية اجراء الاختزاع (فحص الخزعة).
هو الفحص الوحيد القادر على تاكيد وجود خلايا سرطانية. الخزعة فحص يستطيع تزويدنا بمعلومات حيوية جدا عن اية تغيرات شاذة او غير طبيعية في نسيج الثدي، والمساعدة في تحديد مدى الحاجة (وجودها او عدمه) الى اجراء عملية جراحية وبشان نوع العملية الجراحية المطلوبة.
انواع الاختزاعات القائمة اليوم:
يمكن فحص وجود المستقبلات الهورمونية في الخلايا السرطانية التي تم نزعها خلال الخزعة. اذا وجدت مستقبلات الاستروجين او مستقبلات البروجسترون او كليهما معا، فان ينصحك طبيبك بتناول ادوية، مثل تاموكسيفين (Tamoxifen)، تمنع الاستروجين من الوصول الى هذه المناطق.
فحوصات لتدريج خطورة المرض، يتم من خلالها تحديد حجم وموقع الورم السرطاني وما اذا كان الورم قد انتقل وانتشر في اماكن اخرى. والتدرج يساعد ايضا في تخطيط الاجراءات العلاجية.
يتم تصنيف الورم السرطاني على جدول من 0 الى IV (اربعة). الدرجة 0 تسمى ايضا “سرطان ثدي غير غاز”، او محلي. وعلى الرغم من ان هذه الاورام لا تملك القدرة على غزو الانسجة السليمة في الثدي او الانتشار الى اعضاء اخرى في الجسم، الا انه من المهم استئصالها وازالتها، لانها قد تتحول الى اورام غازية في المستقبل.
سرطان الثدي في الدرجات من I حتى IV هي اورام غازية لديها القدرة على غزو انسجة سليمة في الثدي، ثم الانتشار الى اعضاء اخرى في الجسم. الورم السرطاني في الدرجة I هو ورم صغير ومحلي، فرص الشفاء التام منه كبيرة جدا. لكن، كلما ارتفعت الدرجة قلت فرص الشفاء.
سرطان الدرجة IV هو ورم سرطاني انتقل الى خارج نسيج الثدي وانتشر في اعضاء اخرى من الجسم، مثل الرئتين والعظام والكبد. وعلى الرغم من انه لا يمكن الشفاء من السرطان في هذه المرحلة، الا ان هناك احتمالا بان يستجيب بطريقة جيدة لعلاجات متنوعة، من شانها ان تسبب انكماش وتضاؤل الورم وابقاءه تحت السيطرة لفترة طويلة من الزمن.
اذا وجدت في العائلة حالة وراثية او اكثر، من سرطان الثدي، فستساعد فحوص الدم في اكتشاف جين BRCA المعيب او عيوبا في جينات اخرى تنتقل من جيل الى اخر في العائلة.
هذه الفحوصات غالبا ما تسفر عن نتائج غير حاسمة ولذلك يجب تنفيذها في حالات خاصة فقط، وبعد التشاور مع مستشار للامراض الوراثية. اذا لم تكوني ضمن مجموعات الخطر للاصابة بمرض سرطان الثدي او سرطان المبيض على خلفية وراثية، فلا داعي، اجمالا، لاجراء فحوص التشخيص الوراثية.
التشخيص الوراثي يمكن ان يكون مفيدا، في معظم الحالات، فقط اذا كانت نتائج الفحص ستساعدك على اختيار الطريقة الافضل لتقليص خطر الاصابة بالسرطان. الخيارات تتراوح ما بين اجراء تغييرات في نمط حياتك، اجراء مسوحات وفحوصات تفرس (Scanning) سوية مع تناول ادوية مثل تاموكسيفين (Tamoxifen)، وحتى اتخاذ تدابير متطرفة مثل استئصال كلا الثديين معا، كاجراء وقائي وازالة المبيضين.
ان ابلاغك بانه قد تم تشخيص اصابتك بمرض سرطان الثدي هو من التجارب الاكثر صعوبة التي يمكن للانسان ان يواجهها. فبالاضافة الى مواجهة مرض يشكل خطرا حياتيا، عليك اتخاذ قرارات بشان برنامج علاجي غير سهل، على الاطلاق.
يفضل التشاور مع الفريق الطبي حول خيارات علاج سرطان الثدي المتاحة. ويفضل الحصول على راي ثان من اخصائي في مرض سرطان الثدي. كما انه من المفيد التحدث مع نساء تعرضن لتجربة مماثلة.
تتوفر اليوم تشكيلة منوعة من العلاجات لكل مرحلة من مراحل المرض. غالبية النساء تخضع لعمليات جراحية لاستئصال الثدي، بالاضافة الى العلاج الكيماوي، الاشعاعي او العلاج الهورموني. كما ان هناك ايضا مجموعة متنوعة من العلاجات التجريبية لهذا النوع من السرطان.
الجراحة:
استئصال الثدي كله اصبح اجراء نادرا اليوم. بدلا من ذلك، معظم النساء مرشحات ممتازات لاستئصال جزئي (الجزء المصاب من الثدي) او لاستئصال الورم فقط.
اذا قررت استئصال الثدي كليا، فقد تفكرين لاحقا في عملية لاعادة بناء الثدي من جديد.
العمليات الجراحية لازالة اورام سرطانية في الثدي تشمل:
استئصال الورم السرطاني:
العمليات الجراحية لاستئصال الورم السرطاني تتبعها، دائما، علاجات بالاشعاعات، وذلك من اجل تدمير اية خلايا سرطانية يمكن ان تكون قد بقيت في المكان. ولكن، اذا كان الورم صغيرا وليس من النوع الغازي المنتشر، فان بعض الدراسات تتساءل عن ضرورة العلاج الاشعاعي، وخاصة عندما يتعلق الامر بالسيدات المتقدمات في السن. ولم تنجح هذه الدراسات في ان تثبت، بشكل قاطع، ما اذا كان استئصال الورم متبوعا بالعلاج الاشعاعي يسهم، بالتاكيد، في تمديد وتحسين حياة المريضات، مقارنة مع اللواتي خضعن لاستئصال الورم فقط.
انواع جراحات استئصال الثدي:
خزعة من الغدد الحارسة (Sentinel lymph node biopsy)
بما ان سرطان الثدي ينتشر، في المقام الاول، باتجاه الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الابط (الغدد الليمفوية الحارسة او الخافرة – Sentinel lymph node)، فانه يتوجب على جميع النساء اللواتي تم تشخيص اصابتهن بسرطان من النوع الغازي ان يخضعن لفحص هذه الغدد.
استئصال الغدد الليمفاوية الابطية:
اذا كانت هنالك علامات على وجود ورم سرطاني في الغدد الحارسة، فعلى الطبيب الجراح استئصال كل الغدد الليمفاوية تحت الابط.
جراحة لاعادة بناء (ترميم) الثدي:
اذا كنت ترغبين في الخضوع لعملية جراحية لاعادة بناء (ترميم) الثدي من جديد، تحدثي مع الطبيب الجراح قبل اجراء اية عملية جراحية. ليست كل النساء ملائمات لجراحة اعادة بناء الثدي. ويمكن لجراح التجميل تقديم النصح حول مجموعة متنوعة من العمليات، عرض صور فوتوغرافية لنساء خضعن لاجراءات مختلفة هدفها اعادة بناء الثدي، ويمكنك ان تتشاوري معه لاختيار نوع العملية الاكثر ملاءمة لك ولحالتك.
الخيارات المتاحة امامك قد تشمل اعادة البناء بواسطة زرع نسيج اصطناعي او زرع من انسجتك انت. ويمكن تنفيذ هذه العمليات الجراحية خلال عملية استئصال الثدي او في وقت لاحق.
انواع اعادة بناء (ترميم) الثدي:
علاجات بالاشعة / معالجات اشعاعية (Radiation therapy)
مع اكتساب العلماء والباحثين المزيد من المعرفة بشان الفوارق بين الخلايا السليمة والخلايا السرطانية، يتم تطوير علاجات تستهدف معالجة هذه الفوارق – العلاج على اساس بيولوجي. هنالك ثلاثة انواع من العلاجات البيولوجية المتاحة لمعالجة سرطان الثدي. وتشمل:
لا شيء يمكنه ان يضمن عدم الاصابه بسرطان الثدي. ولكن هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من خطر الاصابة بسرطان الثدي.
الوقاية بوسائل كيماوية:
الوقاية بوسائل كيماوية تعني استخدام ادوية لتقليص مخاطر الاصابة بمرض سرطان الثدي.
هنالك نوعان من الادوية المستخدمة لمنع سرطان الثدي عند النساء اللواتي هن اكثر عرضة من غيرهن للاصابة بمرض سرطان الثدي.
هذه الادوية تنتمي الى فئة من العقاقير التي تشغل مستقبلات هورمون الاستروجين بشكل انتقائي: (selective estrogen receptor modulators – SERM)
الجراحة كاجراء وقائي:
على الرغم من كون الجراحة اجراء مبالغ فيه، الا ان العملية الجراحية كاجراء وقائي يمكنها الحد من خطر الاصابة بمرض سرطان الثدي لدى النساء الاكثر عرضة للاصابة بالمرض.
الخيارات تشمل:
تغييرات في نمط الحياة:
اتخاذ بعض الخطوات لتغيير نمط حياتك يمكن ان يكون عاملا مؤثرا في تقليل مخاطر اصابتك بمرض سرطان الثدي.
ابحاث جديدة:
يواصل العلماء البحث في مسعى لتطوير علاجات وقائية ممكنة لمنع سرطان الثدي، بما في ذلك: