مدير عام الوكالة ورئيس التحرير
علي محسن الفرهود

صرخة غضب جماهيرية: إلى متى الصمت المخزي؟!

  • 18 مشاهدة
  • 6 أيام مضت

بغداد تايمز

الكاتب العماني : خميس القطيطي

لعلَّه النِّداء الأخير قَبل أن يلتهمَ المُجرِم الصُّهيوني الجميع ويستفرد بكُلِّ الدوَل العربيَّة المحيطة والبعيدة، ما يحدُث في غزَّة وفلسطين لن يقفَ في حدود فلسطين لو سقطتْ قلعة المقاوَمة الأخيرة، وسيأتي الدَّوْر على الجميع بأيِّ شكلٍ من الأشكال. لا يظنُّ الأشقَّاء العرب أنَّ التَّخلِّي عن فلسطين ومشاهدة ما يحدُث في غزَّة دُونَ تَبنِّي أيِّ مبادرة سياسيَّة أو فعلٍ اقتصادي أو تلويحٍ بأيِّ شيء أنَّهم في منأى عن الأطماع الصُّهيونيَّة، بل إنَّ هذا الطَّاغوت المُجرِم يتحدث عن أحلام توسُّعيَّة، فهو لا يعترف بحدود، وحينما ينتهي من تصفية القضيَّة الفلسطينيَّة ـ لا قدَّر الله ـ سيُفكِّر فيما هو أمامه من دوَل عربيَّة أخرى؟! وبالتَّالي إن لم يتحرَّكِ العرب اليوم لِتَبنِّي زمام المبادرة بإجراءات سياسيَّة واقتصاديَّة وشَعبيَّة عربيَّة ملموسة سوف يصلَ هذا السَّرطان إلى حدود كُلِّ دَولة عربيَّة، ويتمُّ تهديد كُلِّ عاصمة عربيَّة لاحقًا، ولن يملكَ النِّظام العربي حينَها أيَّ فعلٍ مقاوِم.. فمَنْ لم يدافعْ عن القلعة الأخيرة لن يتمكنَ من الدِّفاع عن نَفْسه حينما يصلُ العدوُّ إِلَيْه، ولا يظنُّ أولئك الأشقَّاء أنَّ العدوَّ الصُّهيوني يرتبط بمواثيق واتفاقيَّات، بل سوف يتفرغ لاغتصاب الأرض والعِرض حينما تتسنَّى له الفرصة، وهكذا كانتْ شواهد التَّاريخ.

 

الولايات المُتَّحدة الَّتي أعلن ساستها الحاليُّون انتماءهم الصُّهيوني لم يقدروا عواقب دعم الإجرام والظُّلم الدّولي، وأنَّ هذا الدَّعم غير المحدود لسياسات «إسرائيل» العدوانيَّة والمشاركة في دماء الأبرياء تمثل تراجعًا خطيرًا للقانون والأعراف والقِيَم الحضاريَّة والدّوليَّة، وهذا الانسياق وراء الصُّهيونيَّة سيجرُّ الولايات المُتَّحدة نَفْسها إلى نهايات مُظلمة، وسوف تتهاوى من علوِّها وعليائها «وسيَعلم الَّذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون».

 

الأُمَّة ـ لا شكَّ ـ تمتلك الكثير، وأبناء الأُمَّة مستعدُّونَ للوقوفِ خلْفَ النِّظام الرَّسمي العربي في حال تَبنِّيه مواقف مشرِّفة للدِّفاع عن شرفِ الأُمَّة، لا يُعقل أن يتركَ هذا الشَّيطان يستفرد بالأبرياء في قِطاع غزَّة وعموم فلسطين في تجاوزٍ غير مسبوقٍ على القوانين والأعراف والقِيَم الإنسانيَّة؟! وللأسف الشَّديد إنَّ الأُمَّة تتفرج دُونَ أدْنَى حراك!! فهل نتركُ غزَّة تُباد؟! فإلى متى سيظلُّ النِّظام الرَّسمي العربي يتبنَّى الواقعيَّة السِّياسيَّة المهزومة واقعيَّة الاستسلام؟! وإلى متى سيظلُّ العرب يتذرَّعُون بميزان القوى المختل؟! وهل فقدَتِ الأُمَّة قِيَمها وكرامتها وفقدَتْ كُلَّ أدوات القوَّة والإرادة والسِّيادة؟!

 

يَجِبُ أن يكُونَ هناك موقف عربي مشرِّف في ظلِّ هذا التَّنمُّر الصُّهيوني الهمجي على سكَّان غزَّة العُزَّل؛ لأنَّ الهدف التَّالي ما بعد غزَّة وفلسطين هو ما يأتي بعدها من دوَل عربيَّة مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق وبقيَّة السَّاحات العربيَّة، وقَدْ يأتي في وقتٍ لا ينفع النَّدم نتيجة التَّفريط في الشَّرف والكرامة والأرض العربيَّة، فنحن جميعًا في مصير مشترك، فهل تنتفض الأُمَّة على هذا الواقع المتخاذل؟ فلا نامتْ أعْيُن المتخاذلين!! في ظلِّ هذا الواقع العربي المُهِين.

 

الدوَل العربيَّة المحوريَّة يُمكِنها تَبنِّي زمام المبادرة، وبالذَّات مصر والسُّعوديَّة، ويستطيع العرب وقف هذا العدوان في ظرف أيَّام قليلة لو تمَّ حشد موقف عربي موَحَّد كما سبَق تَبنِّي موقف رفض التَّهجير قَبل أيَّام، وهذه الدوَل المحوريَّة تستطيع حشْدَ موقفٍ رسمي عربي جماعي تاريخي، ويُمكِنها من خلال الموقف السِّياسي الجماعي توجيه إنذارٍ عاجل لقوى العدوان، وإلَّا سيتمُّ استخدام كُلِّ الأوراق العربيَّة المتاحة. لذا لا بُدَّ من إعلان موقف عربي تاريخي يستبرئ من دماء الأبرياء، ويُمكِن التَّلويح بفتح باب التَّطوُّع الشَّعبي حتَّى يتوقفَ العدوان، فهذه الأُمَّة ستنفجر ولا تَقبل الضَّيم والقهر «فإمَّا حياةٌ تسرُّ الصَّديق، وإمَّا مماتٌ يَغيظ العِدى» ونستذكر بعض الأبيات للشَّاعر العروبي نزار قباني:

 

يا شام أين هما عَيْنا معاويَّة

 

وأين مَنْ زحموا بالمنكب الشهبا

 

فلا خيول بني حمدان راقصة زهوا

 

«ولا المتنبي مالئ حلبا»

 

وقبر خالد «في حمص نلامسه

 

فيرجف القبر من زواره غضبا»

 

يا ابن الوليد ألا سيفا تؤجره

 

فكُلّ أسيافنا قد أصبحت خشبا

 

دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي

 

«أشكو العروبة أم أشكو لك العرب».

 

ماذا سيقول نزار العربي في ظلِّ هذا الواقع المتخاذل.

 

اليوم على العرب استخدام جميع أوراق وأدوات القوَّة المتاحة أمام هذا الطَّاغوت المُجرِم، هناك أوراق مُهمَّة في الواقع العربي وعلى العرب استخدام كُلِّ الأدوات الممكنة قَبل فوات الأوان، يَجِبُ إثبات وحدة الموقف والمصير والانتفاض للشَّرف والكرامة ومواجهة هذا العدوِّ الَّذي يستأسد على الأبرياء في قِطاع غزَّة بالقوَّة الغاشمة، يَجِبُ التَّحرُّك قَبل أن تتحولَ الجغرافيا العربيَّة إلى مأدبة مستباحة للكيان الصُّهيوني المُجرِم وبرعاية من قوى العدوان. ولا شكَّ أنَّ الوطنَ العربي كوحدةٍ جغرافيَّة واحدة يمتلك عددًا من أوراق القوَّة الممكنة في حال استخدامها مِثل الموقف العربي الجماعي، وهناك ورقة الشُّعوب ويُمكِن المناورة بها، وهناك ورقة النِّفط والغاز والثَّروات الطَّبيعيَّة، وهناك الموقع الاستراتيجي العربي والمعابر الَّتي يسيطر عَلَيْها الوطن العربي، ألا يستطيع العرب خلط الأوراق وفرض واقع جديد؟! وهل ستتمكن قوى العدوان من فرضِ السَّيطرة على كُلِّ هذه الجغرافيا العربيَّة من المحيط إلى الخليج؟! ألا يوجد قرار عربي عاجل لمواجهةِ هذا العدوان والدِّفاع عن الأرض العربيَّة المستباحة قَبل أن تصلَ الإبادة العِرقيَّة الصُّهيونيَّة إلى عتبة دار كُلِّ عاصمة عربيَّة؟ ألا يُمكِن التَّلويح بفتحِ باب التَّطوُّع والفدائيِّين وفتح الحدود لَهُم؟! ألَا يُمكِن تسهيل النَّقل والتَّسليح لِمَن يرغب بالتَّطوُّع من الشُّعوب وإرسالهم جماعات من كُلِّ اتِّجاه نَحْوَ الأراضي الفلسطينيَّة؟! ألا يُمكِن استخدام ورقة الفدائيِّين والاستشهاديِّين قَبل أن نجدَ أنْفُسنا وأموالنا وأرضنا وعِرضنا في خطرٍ أمام قوى الاستعمار، أعتقد أن العرب مُجتمعين يُمكِنهم تنفيذ الحدِّ الأدنى من تلك الإجراءات لِيستبرئوا من تلك الدِّماء اصطفافًا مع الأخلاق والتَّاريخ والشَّرف والكرامة والدِّين والمواثيق والقِيَم العربيَّة. وفي الختام، نحنُ هنا نُنادي النِّظام الرَّسمي العربي بالتَّحرُّك ولو بالحدِّ الأدنى، وعدم الركون لهذا الصَّمتِ المُخزي، اللَّهُمَّ هل بلَّغت اللَّهُم فاشهد.

أخبار مشابهة

لمن توجه أمريكا بوارجها وأساطيلها العسكرية.. لمصر أم لإيران؟ هجمة تتارية جديدة ولا عز بن عبد السلام لها.. على من سيكون الرهان للخلاص؟

بغداد تايمز حشود عسكرية غير مسبوقة تم إرسالها إلى منطقة الشرق الأوسط في الساعات الأخيرة، وهو...

الطائفية السياسية في العراق: وصفة لتقسيم البلاد

بغداد تايمز كتب : محمد عبدالعزيز الخزاعي في الآونة الأخيرة، طُرح مجددًا خطاب يدعو إلى تشكيل...