مدير عام الوكالة ورئيس التحرير
علي محسن الفرهود

كتابات: ماذا تفعل ميا خليفة في بيروت و بغداد ؟!

  • 379 مشاهدة
  • أغسطس 15, 2015
ماذا تفعل ميا خليفة في بيروت وبغداد ؟!

وكالة بغداد تايمز (بتا):

ديانا سكيني // Dianaskaini@

الفقر والفساد والنفايات وسياسات عبدة الكراسي، جميعها أسباب تدعو للاستفزاز والنزول الى الشارع هذه الأيام من بيروت الى بغداد.

وإن كان حراك بيروت خجولاً جداً وفي نظر البعض معدوماً، فان المشهد العراقي استحوذ على اهتمام العدسات والباحثين عن تعريف الهوية السياسية الفعلية للمحتجين، والاجابة عن أسئلة من مثيل: كيف اخترق هؤلاء جدار التقسيمات العرقية والطائفية، واجتازوا سطوة #الاسلام السياسي و#الارهاب “الداعشي” لينزلوا الى الشارع ويصرخوا ضد الفاسدين في السلطة الذين سرقوا الثروات وكسبوا من الكرسي ما كسبوه من دون ان يؤمّنوا للعراقي حداً أدنى من الخدمات، وفي مقدمها خدمة الكهرباء.

ينطوي المشهدان اللبناني والعراقي على الكثير من المشتركات والاختلافات.

ولعل من أبرز المشتركات، وجود نقمة شعبية على طبقة حاكمة استخدمت تعقيدات العوامل الطائفية والاقليمية لتحكم شبكة من المصالح رسخت نظاماً فاسداً.

في الساحة اللبنانية، يشي المزاج الشعبي العابر للطوائف باليأس من التعويل على أي تحرك احتجاجي من أجل المناداة بالحقوق البديهية، يقين هذا المزاج ان منازلة نظامٍ طائفي عنيد خاسرة لا محال.

يفسر الأمر قلة عدد المشاركين في تظاهرة تحتج على سياسة الحكومة في ملف النفايات الكارثي. لكن رغم عبارة اليأس، يجب الاقرار بتبلورَ حراك انطلقَ من دعوات ناشطين وجمعيات بيئية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ميا خليفة !!

في تظاهرة يوم السبت الماضي التي نظمها تحرك #طلعت_ريحتكم، يُقال ان نحو 5000 محتج لبّوا الدعوة للتظاهر من أجل رفع الصوت والتعبير عن الغضب. بقيتْ حاجةٌ الى تأطير الهدف وفق برنامج محدد لم يبلغ جميع المشاركين في الساحة ولا المشاهدين او المتابعين التواقين للتأكد من ثبات الموجة للحاق بها، والدليل تخطي أصوات في الساحة برنامج المنظمين في الدعوة الى استقالة وزير البيئة وتعميم مشروع #فرز النفايات من المصدر، الى اطلاق هتافات “اسقاط النظام”…انه الغضب… نحن غاضبون وناقمون ايها السياسيون…و”ميا خليفة أشرف من الزعما”.

حضرت نجمة الافلام الاباحية اللبنانية الأصل الى الساحة عبر لافتة رفعها احد المتظاهرين، متجاهلاً احتجاجات موجودين في المكان رصدوا ذكورية مفرطة في سلوكه واختصاراً لفكرة الشرف بمهنة ميا. وحضرت العبارة عينها في الساحة العراقية “ميا خليفة أشرف من البرلمان العراقي”.
قد يكون الأمر مجرد مصادفة، وليس تناول حضور لافتة ميا من باب الدعوة النمطية للانتفاض على موروثات لمقارعة منظومة فساد حديد. في الواقع، تحيل لافتة ميا على ضرورة مراقبة لافتات الحراكات الشعبية، التي تدعي المطالبة بالحقوق الضائعة هذه الايام. ذلك ان لافتة واحدة يمكنها ان تصبغ تحركاً ما بما لم يبغه المنظمون، على ما يزعمون، فتعمل على تشويه مقاصدهم “الوطنية”.

ثمة لافتات خطرة حضرت في تحركات حزبية منادية بالحقوق الشعبية مؤخراً، “دعشنت” مجموعة كبيرة من الناس كان أفراد منها على وشك المشاركة في التحرك الغير حزبي والعابر للطوائف والناقم على السلطة كل السلطة، وليس على عدد معين من الوزراء والنواب والقادة الامنيين فحسب. شدّت لافتة “الدعشنة” من أواصر عصبية مستحكمة، وأضرّت بمصالح التحرك اللاطائفي الذي يلاحق الطبقة السياسية لمسؤوليتها عن اغراق الناس بروائح النفايات. للافتات تأثير قوي، وأحياناً مخيف، ولافتة “دعشنة” الآخر في #بيروت كما في #بغداد أخطر من لافتة ميا بالتأكيد.

أخبار مشابهة

صرخة غضب جماهيرية: إلى متى الصمت المخزي؟!

بغداد تايمز الكاتب العماني : خميس القطيطي لعلَّه النِّداء الأخير قَبل أن يلتهمَ المُجرِم...

لمن توجه أمريكا بوارجها وأساطيلها العسكرية.. لمصر أم لإيران؟ هجمة تتارية جديدة ولا عز بن عبد السلام لها.. على من سيكون الرهان للخلاص؟

بغداد تايمز حشود عسكرية غير مسبوقة تم إرسالها إلى منطقة الشرق الأوسط في الساعات الأخيرة، وهو...