خيبة امل العبادي من السقوط السريع لائتلافه الانتخابي

16 يناير، 2018
338

وكالة بغداد تايمز (بتا)

بين عشية وضحاها، سقط ائتلاف «نصر العراق» الانتخابي الذي أعلنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع أبرز فصائل مليشيات الحشد الشعبي بالإضافة إلى عشرات الكيانات والأحزاب الأخرى ، ليخلط أوراق لعبة التحالفات الانتخابية في العراق، فيما أثبت داعش حضوره عبر تفجير انتحاري مزدوج في قلب العاصمة بغداد، أوقع اكثر من 120 بين قتيل وجريح .
ولم يعلن العبادي موقفاً بشأن قرار تحالف «الفتح» المشكل من فصائل مليشيات الحشد الشعبي بزعامة القيادي في هذه المليشيات ورئيس منظمة بدر هادي العامري ، أمس، الانسحاب من ائتلافه، غير أن مصدراً مقرباً من أجواء المفاوضات كشف لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ، طالباً عدم كشف هويته، إن «الأطراف التي وافقت على هذا التحالف فوجئت بعد التوقيع عليه بقيام العبادي بعقد تحالف مع السيد عمار الحكيم (زعيم تيار الحكمة)»، واعتبرت أن «العملية أصبحت أكثر تعقيداً ” .
مبيناً أن «الأطراف المشاركة في هذا التحالف، وعلى رأسها منظمة بدر والعصائب، وجدت أن من الضروري لها الانسحاب لكي يعرف كل طرف جمهوره الحقيقي”.
ورجحت مصادر عودة مليشيات الحشد إلى حليفه السابق رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، فيما تردد احتمال التحاق رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، المتحالف مع نائب الرئيس إياد علاوي ، بتحالف العبادي وهما أمران لا يستبعدهما المراقبون في ظل حالة القلق وعدم الاستقرار التي تغطي قضية التحالفات.
وكانت قوى سياسية عدة قد أعربت عن خيبة أملها حيال تحالف العبادي مع مليشيات الحشد. وأكد عضو البرلمان العراقي وأمين عام حزب الشعب أحمد الجبوري، أن «القوى السياسية التي دعمت العبادي في خوض المعركة ضد داعش لم تكن تنتظر منه العودة إلى الحضن الطائفي”.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد ابدى استغرابه من شكل تحالفات رئيس الحكومة حيدر العبادي تمهيداً للانتخابات المقبلة ، ووصل الاستغراب معه حد تقديم العزاء للشعب العراقي فيما آلت اليه التحالفات الانتخابية .

وقال الصدر في بيان “اعزي الشعب المجاهد الصابر مما آلت اليه الاتفاقات السياسية البغيضة من تخندقات طائفية مقيتة تمهد لعودة الفاسدين مرة اخرى وقد عرض علينا الالتحاق وقد رفضنا ذلك رفضا قاطعا”.
واضاف “العجب كل العجب مما سار اليه الاخ العبادي الذي كنا نظن به اول دعاة الوطنية ودعاة الاصلاح”.
والمنسحبون من تحالف العبادي هم: منظمة بدر، وكتلة الصادقون التابعة لـ(عصائب أهل الحق)، والتجمع الشعبي المستقل، وكتائب حزب الله، والحركة الإسلامية في العراق، وكتائب جند الإمام، وحركة الصدق والعطاء، وحزب الطليعة الإسلامي، وسرايا الخراساني، وكتلة منتصرون، وكتائب سيد الشهداء، وحركة الجهاد والبناء، وسرايا الجهاد، وكتلة الوفاء والتغيير، والمجلس الأعلى الإسلامي، ومنظمة العمل الإسلامي، وحركة «15 شعبان»، وحزب المهنيين للإعمار، وكتائب الإمام علي.

بدوره، نفى مصدر قريب من تحالف «سائرون نحو الإصلاح»، الذي ينضوي تحت مظلته التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي إلى جانب أحزاب وقوى سنية في بغداد والمحافظات، عزم التحالف الالتحاق بتحالف العبادي.
وقال المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، إن التحالف «لا ينوي الدخول في أي تحالف آخر، ليس من باب العناد، إنما بهدف إيجاد مقاربة صحيحة للعمل، ولا يريد التخبط في موضوع التحالفات كما يفعل غيرهم». وكشف المصدر عن أن العبادي «متحمس جداً للتعاون معنا، لكننا نرفض ذلك. مصداقيته بالنسبة إلينا تصدعت، ولا نضمن ألا يكون انفكاكه عن جماعات الحشد تكتيكاً مرحلياً ثم يتحالف معهم في وقت لاحق». ويؤكد المصدر أن «العبادي بخطوته الأخيرة أثبت أنه لا يمانع من الانخراط في المشاريع الطائفية المدعومة من جهات إقليمية، وهو أمر يتقاطع مع مشروعنا الوطني”.

وكانت قوى سياسية عدة قد أعربت عن خيبة أملها حيال تحالف العبادي مع «الحشد» والحكيم. وعدَّت شروق العبايجي عضو البرلمان العراقي عن التيار المدني الديمقراطي، ، أن «قيام تحالف ذي صبغة طائفية واضحة خيبة أمل واضحة للشارع العراقي»، مشيرة إلى أن «الشعب العراقي كان ينتظر تحالفات عابرة بالفعل للطائفية والعرقية وليست تحالفات طائفية يجري تأثيثها بشخصيات من هذا المكون أو ذاك بوصفها عابرة

الكلمات المفتاحيه :