صلة الرحم وحماقة الاخوان هكذا كتب المعموري

أسبوعين مضت
60

بغداد تايمز

الكاتب الدكتور:: المهندس محمد المعموري

فهمنا ام لم نفهم ، فاننا امام حالة قد انعدمت بها صلة الرحم ” الا مارحم ربي ” فاصبحنا نتجنب الاختلاط وربما اعتقدنا اننا نبتعد عن السنة شداد غلاظ بين كاذب ومنافق وقاطع لكل صلة بتصرف من هنا وهناك وقد نهينا وبدون ان نعلم عن امر ارده الله سبحانه وتعالى ان يكون موصولا الى ان يرث الارض ومن عليها وذلك بسبب حماقة الاخوان او ربما بسبب تباغضهم بعد ان تناسى الجمع وصية الاباء …. وقبلها وبعدها فضيلة صلة الارحام ، ومهما يكن فلو تساءلنا من هم الاخوان فان الاجابة معروفة ولو رجعنا الى الوراء سنين لوجدناهم يشاركونا بالكثير من الاشياء ونلمس قوة تحابهم وتقاربهم في بيت واحد يتحركون ضمن اسرة كان الاب والام هم من يديرون الحياة ، فاعتقدنا وبلا ادنى شك اننا اخوة ولن تفرقنا الحياة .

ولكن تفاوت الثقافات وما تفرضه الحياة من تغيرات تجعل هولاء الاخوه بعيدين عن بعضهما ولن يجمعهما الا الاسم وربما يذكرهم حالهم بانهم كانوا اخوان .

في زمن مضى عندما كان الناس همهم هو ان يصلوا بعضهم البعض كان الناس متالفين وبعضهم يعرف مشاكل بعضهم وان ابناء الاخ او الاخت هم المطيعين لعمهم او خالهم وكانه ابوهم وكذلك العمات والخالات فيجتمع الجميع على المحبة لكي يفترفوا على امل لقاء قريب جدا .

اما الان فاننا نلاحط ان ابن الاخ او ابن الاخت حتى لا يعلم من هم ابناء عمه او خاله وان اي مناسبة تمر عليهم بفضل ” البعض ” ان يدعو البعيدين عنه ليتجاوز اخوته بحجة او بأخرى ربما ليرضي طرفا من عائلته ، وهكذا تتبدد العلاقات وتضمحل شيء فشيء حتى ان لقاء الاخوة يصبح كانه بعيد المنال فتنقسم العوائل بين متوهم بان صلة الرحم اصبحت عبأً يريد التخلص منه او ان صلة الرحم تجلب له التشائم وان هؤلاء هم من يجلبون النحس لبيته ولله في خلقه شؤون .

وهنا يجب ان نحلل الشخصية السلبية التي تقود المجتمع نحو التفكك والانحدار لتجاوز تلك العثرات داخل المجتمع ويجب ان يكون التحليل موضوعي يستطيع المجتمع تجاوز تلك النتوءات التي ارغم على ان تكون اساس لمجتمع جديد وربما عدم ازالتها سننخرط في نفق مظلم لا يستطيع المجتمع الخروج منه او التخلص من تبعاته .

علينا اولا ان نبحث بأبعاد الشخصية السلبية التي كونتها مقومات الحياة لانها هي ذاتها الشخصية التي تميل لتميز نفسها عن الاخرين فتجعل لها كيان تعتقد انه الافضل وان كانت تلك الشخصة تدين حالها في اغلب الاحيان .

واعتقد ان الاخوه هي انتماء ذاتي مرتبط بالكثير من العوامل واهما التربية التي انشأ عليها الفرد وكذلك ما قد يضاف اليه من البيئة التي يعيش بها الفرد … وربما تأثير الزوج والزوجة داخل البيت لهما التاثير ذاته في خلق حالة العزلة والبقاء بعيدا عن العائلة لاسباب ربما نفسية او ربما لمركز اجتماعي اكتسبه هذا الرجل يخشى من اقاربه قربهم او ربما ثراء مستحدث لا يستطيع ان يخفي حرصه على اخفائه ، ولان امراض المجتمع كثيرة والخوض بها ستنقلنا من محطة الى محطة اكثر تعقيدا الا اننا نطمح ان تعود العائلة لتكاتفها وان نبعد عن افكارنا تلك الامراض التي نخرت جسم المجتمع وقطعت صلة الارحام .

ان الاخ الكبير هو الاب بعد ان تفقد العائلة الاب ، وعليه ان يقود اخوته كانهم يعيشون في كنف ابيهم وكذلك الاخت الكبيرة هي الام لإخوتها ، ومن خلال هذا التكاتف ستبقى الاسر مترابطة مع بعضها البعض لبناء مجتمع حضاري خالي من الامراض التي تفتت العوائل وتقتل اواصر المحبة والألفة بين افراد الاسرة الواحدة صعودا لمجتمع تحيط به التقاليد وتحكمه الاعراف.

التصنيفات : كتابات