بغداد تايمز الاخبارية (بتا):
الكاتب: يوسف كمال/اربيل
لبغداد مكانة خاصة فى نفوسنا نحن العراقيين وقد لاتجد أحدا الا وله ذكريات جميلة يتحدث بها بنبرة يجمع بين الزهو بالعاصمة والحسرة على ما تتعرض له الان من استهداف بكل النواحي، فهي التي لم تغادر وجداني ولو للحظة واحدة فهى ملتصقة بروحي ووجداني.
وما اختزنته ذاكرتي تبدأ من اللبلبي واصراري على هذه الاكلة العجيبة التي رسمت لها بمخيلتي صوراً عجيبة غريبة وطعما جعل فمي يدمع لها طوال طريق اربيل – بغداد، وعندما وصلنا لبغداد وقالوا لي ان بائع اللبلبي سوف ينادي لأكلته ويتجمع الاطفال حوله!
انضمت اذني الى باقي الحواس بانتظار نداء بائع اللبلبي في أحد ازقة كمب سارة وانا العب بحوش صغير لبيت خالتي ام كاوه ممتنعا مغادرة البيت لا لأي سبب سوى لان ارضية البيت مصنوعة من الكاشي! وما يمنحني من ملامسة يجعل جسمي يدغدغه هذا الكاشي العجيب! وما يمنح حرية لتحريك سيارتي الصغيرة التي اصطحبته معي من اربيل الى بغداد خوفا من ان اشتري سيارة جديدة ولا تبقى لي نقود لشراء اللبلبي العجيب وانحرم من هذه الاكلة العجيبة.
بينما كنت مندمجا باللعب طرقت اذني الكلمات التى انتظرها وهي لبلبي… لبلبي وفجاة انطلقت انطلاقة العداء في السباقات القصيرة للركض لارى عربة ورجل يرتدي الملابس البغدادية الاصيلة، وببراءة الطفل مددت يدي اليه وقلت لبلبي؟، وعندما نظرت الى ما يحتويه قدر اللبلبي اصطدمت صدمة قد تترك اثارا عميقة ولو افترضنا صحة قول فرويد
فهذا البلبي التي انتظره لاسبوع لم يكن مجرد حمص مغموس بمائه مع عظمة تصورتها انها عظمة الفيل لكبر حجمها ومضافا اليها طعم حامض! ياللهول أهذه لبلبي!!
وعند رجوعي لامي وانا اجر اذناب الخيبة قلت لها بنبرة حزينة اللبلبي طلع حمص؟
وقالت امي بنبرة واثقة وماذا كنت تتصور يا ابني شكل اللبلبي!