خطيب جمعة بغداد يثمن عقد مؤتمر باريس لمحاربة الإرهاب ويبعث لهم خمسة رسائل

5 يونيو، 2015
302

بغداد/ فراس الكرباسي

وكالة بغداد تايمز (بتا)

ثمن خطيب امام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، عقد مؤتمر باريس والمخصص لمحاربة الارهاب في العراق وسوريا، باعثاً اليهم خمسة رسائل مهمة، املاً أن يتمتع هذا المؤتمر بواقعية عالية تتناسب والأحداث التي يشهدها العالم عامة وهذه المنطقة بصورة خاصة، مؤبناً رحيل الشيخ محمد مهدي الآصفي، عاداً اياه عالما مطلعاً بأصول السياسة ومحللاً لما يعانيه العالم اليوم لأنه آثر رضا الله على هوى نفسه أو المجاملة الدينية والاجتماعية كونه ممن أيد القانون الجعفري.

وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في بغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ اليعقوبي “في صبيحة يوم أمس فقدنا عالما جليا ومفكرا مجاهدا أغنى الثقافة الإسلامية بعلمه وهو آية الله الشيخ محمد الآصفي الذي فقدت الحوزات العلمية معين علمه وثلم الإسلام ثلمة لا تسدها إلا عالم مثله فقد دافع عن الإسلام بكتاباته ونظر لكثيرٍ من السلوكيات الإسلامية وأغنى الثقافة القرآنية بأسلوبها المعاصر”.
واضاف “كان الآصفي عالما مطلعاً بأصول السياسة ومحللاً لما يعانيه العالم اليوم وهو أحد الأقطاب الإسلامية التي آثرت رضا الله على هوى نفسه أو المجاملة الدينية والاجتماعية فهو ممن أيد القانون الجعفري ودعا إلى حث المجتمع والحكومة على تشريع قوانينه وإقامة القضاء والمحاكم الجعفريين”.

وبين الساعدي “ما زال الإرهاب السمة الأبرز لهذا القرن وأصبح حديث الإعلام والسياسة والناس وقد شغل العالم أجمع وينظر له عامة الناس كيف تتنامى قدرات هذه الجماعات التي لم يشهد العصر الحديث جماعاتٍ دمويةً بهذا الشكل”.

وتابع الساعدي أن “الحلول والمعالجات ليست بالمستوى المطلوب بل مازالت أقل بكيرٍ من قدرات هذه التنظيمات فمنذ عام قد بلغ الوافدين للعراق وسوريا ما يفوق المائة ألف إرهابي تقاطروا من كافة أصقاع العالم وبدأ العالم اليوم يقتنع خطر هذه الجماعات التي ستهلك الحرث والنسل ولا تبقي ولا تذر من خير بعدها إذا ما حلت ولكن هل هذه القناعة كافية في محابة هذه الجماعات ومن المؤكد أنها لا تكفي ويحتاج العالم اليوم إلى خطوات عملية أكثر وأسرع وأكثر جدية في محاربتهم”.
وبخصوص مؤتمر باريس، كشف الساعدي “نحن نثمن مؤتمر باريس الذي عقد لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا، غير أننا نأمل أن تكون هذه المؤتمرات بواقعية عالية تتناسب والأحداث التي يشهدها العالم عامة وهذه المنطقة بصورة خاصة”.

وبعث الساعدي خمسة رسائل للقائمين على مؤتمر باريس “اولاً أن يكون المؤتمر جاداً في محاربة التطرف ومنع تصدير الإرهاب من أي بلدٍ ولأي بلد، وثانياً أن يسعى إلى تسليح الجيش العراقي بسلاحٍ يتناسب مع شراسة المعارك وأن يعمل على على بناء القدرات العسكرية لهذا الجيش لأنه يقاتل بالنيابة عنهم وليس من العدل والإنصاف تركهم يقاتلون بسلاح ضعيف جدا”.

واضاف الساعدي “رسالتنا الثالثة أن تحارب أو تمنع أو تدين على الأقل الدول الداعمة للإرهاب ومحاربتها سياسيا بما يضمن امتناع هذه الدول من اللعب بالنار”.
وتابع الساعدي ” اما رسالتنا الرابعة، على الدول ان لا تحشر نفسها في مثل هذه المؤتمرات في شؤون سياسية خاصة في بلد ما وعليها أن تترك الداخل لأهله فهم أعرف به وقد يؤثر هذا التدخل سلباً على محاربة الإرهاب، كما أننا نأمل من جميع القوى السياسية أن توحد جهودها ودون استغلال مثل هذه المؤتمرات لتكون منبعا للخلاف السياسي لا سمح الله والتسقيط الإعلامي فنار الإرهاب ستحرق الجميع وعلى الجميع أن يعي مسؤليته فيه”.
والرسالة الخامسة التي بعثها الساعدي أن “تتعامل الدول مع الإرهاب بميزان واحد وأن لا تكيل بمكيالين فبعض الدول ما يحصل عندها تصفه بالإرهاب وتوجب محاربته وتطلب من الدول جميعا مساعدتها في حربها عليه، في الوقت الذي تدعم الإرهاب في دول أخرى كالعراق وتعتبرها قوى شعبية تطالب بحقوقها، ومتى ما أصبح العالم جميعا يستشعر خطر الإرهاب حقيقةً والذي سوف لن يقف عند حد معين ولا يستثني دولة ما فعليها أن توحد جهودها وإذا ما توحدت جهودها سيسهل القضاء عليه”.

واوضح الساعدي “أننا نجد بعض الدول التي تصدرت وبكل جدارة قائمة الداعمين للإرهاب أخذت تزحف ناره إليها واستهدفت مساجد كانت آمنة مطمئنة غير أنها وقعت في أناس مؤمنين عزل عن السلاح وتكاثرت هذه الحوادث خلال أقل من شهرين”، مضيفاً “لعلنا نستشف من تصريحات قادتها الكبار التي تتوعد الإرهاب بقوة أن الرعب أخذ يملأها خوفا على مؤسساتها وعدم ضبطها أمنها وقد حذرت المرجعية الرشيدة هذه الدول أن الإرهاب لا ينتهي عند حد وقد وصلت النار اليها وحذرها سياسيو العراق بعد حين ولكن لم تكن هناك أذنٌ صاغية”.
وختم الساعدي نصيحته لتلك الدول، بالقول “على كل حال فإن كانت هذه الأحداث مفتعلة وتحت رقابة الأمن فإن الدماء البريئة ستكون وبالاً عما قريب وإن كانت خارج سيطرة الأمن فعلى هذه الدول أن تلتحق جدياً بركب الدول المحاربة للإرهاب وتسعى سعيا جاداً في دعم الشعوب المحاربة له وأن تسعى جادة لتجفيف منابع الإرهاب”.