عن عسكرة الانسان والدولة 

4 نوفمبر، 2022
240

بغداد تايمز

حينما تم “سوقي” الى الخدمة الالزامية في زمن البعث العا.هر وانا ابن الـ ٢٢ خريفاً دامياً بالحروب والغزوات والدماء والمقابر الجماعية والاعتقالات والانضباطية والتحريات ومكافحة سمير الشيخلي وزنابير الفرق البعثية وتقاريرهم السرية على المعارضين والهاربين من الجبهات “الفرارية” وتعليقهم على اعمدة الكهرباء في السدة ورميهم بالرصاص واخذ حق الطلقات من ذويهم ومنع اهلهم اقامة اي عزاء

ومطاردة اولادهم واخوتهم وسوقهم الى جبهات اخرى، واسقاطات مقطوعي صيوان الاذن بسبب الهروب من العلم وقرار القاضي الذي تحول الى ايقونة من ايقونات ما بعد السقوط طارق حرب لعنه الله

 

وتوابيت الشباب من نهر جاسم مروراً بالمحمرة والفاو وكردمند والشلامچة ومعارك الشيب والطيب لا انتهاء بعاصفة الصحراء وما قبلها وانهيارات عسكرة ابن صبحة في ام المعالف فحرب الخليج الثانية وحتى السقوط

 

وانا اشاهد واشاهد واشاهد بل انا شاهد على حجم الدمار والخراب الذي تسببت به الاقطاعيات الحزبية والقرارات الكارثية التي دمرت الشباب العراق وساقته الى معسكرات موت سميت كذباً انها خدمة العلم ..!

 

مرتبك انا ومشوش وتختلط الدموع مع غصة تصل الى الكفر بتاريخ العسكر والعسكرة في العراق

 

وانا اتذكر حجم الاهانات التي تعرضنا لها بسبب نقيب عايد وسمير وعريف قادر

 

اتذكر ايام اجبارنا على تناول الفضلات ومنعنا من الاستحمام ورفض توفير اي حمام صحي “مرافق” لقضاء حاجتنا “اخذ بريجك وروح للچول”

 

اتذكر الجيش العرار الكارتوني الذي انهزم بسبب رعونة القائد الضرورة فعاد ليعيدها ثانية في الموصل واضاع العراق لولا فتوى الامام

 

في معسكر التدريب بمركز مشاة الحلة ببابل كنا مجموعة طلبة تخرجنا للتو من كلية الاداب قسم اللغة العربية بجامعة بغداد ومنا من كان عالماً لغوياً باللسانيات كدكتور مشتاق عباس ودكتور علاء جبر وزملاء اخرون كان رأس مال اهلهم ومدخولهم الشهري لا يتجاوز الثلاث دولارات ومع هذا يخشون التخلف عن الزامية صدام وجحيم مديريات التجنيد

رأينا هناك العجب العجاب من سلوكيات لا تمت الى صناعة الانسان ولا شرف الجندية بشيء

 

رشى والفاظ نابية بحقنا ناتجة عن غل ونقص تربية وتعليم وحقد على الشهادة الجامعية

قصص ومؤامرات مخابراتية وكتابة تقارير

وسلوكيات مريضة

ازحف اركض انزع هرول اغسل ماعون القصعة لوجبة طعام يتيمة يهرب من رائحتها الحيوان

 

المعسكر من آمره وهو اعلى سلطة فيه لاصغر عريف عرضات كلهم مرتشون فاسدون دون استثناء

 

حتى انتهى بي المطاف لسلسة جبال حمرين بعد العقوبة والاعتقال، لانني فكرت بالبصق على البعث وكفرت بنظام صدام

وهناك كانت حكايات وقصص اخرى كلها مخزية لوجه العراق

 

المفارقة في كتابة ذلك

انني لم ارَّ ابن مسؤول

ولا ابن سياسي في الجبهات ومعسكرات التدريب

معظمهم كان في اوربا يقطن السفارات ويحصل على المنح الدراسية واحدة تلو الاخرى

بينما نحن الشروگية المعدان

فلنا المعسكرات والبزات العفنة والموت والكلاشنكوف الصدئة ونكب سلاح ….

الكاتب / أمين ناصر

التصنيفات : كتابات