كتابات: من حرر جرف الصخر يادولة الرئيس ؟!

2 أكتوبر، 2015
355
ارهابي في جرف الصخر (ارشيف)

وكالة بغداد تايمز (بتا):

الكاتب: فالح حسون الدراجي
عنوان المقالة: من حرر جرف الصخر يادولة الرئيس ؟!

ي كلمته التي ألقاها في قمة مكافحة الإرهاب المنعقدة على هامش إجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، أشاد رئيس الوزراء حيدر العبادي بدور التحالف الدولي في تحرير آمرلي، وجرف الصخر، وبيجي، وغيرها من المناطق التي كان قد إحتلها داعش من قبل.. ولم يأت على ذكر أبطال الحشد الشعبي، والقضية برأيي ليست في ذكر إسم التحالف الدولي، ولا في شكر هذا التحالف على (تحرير) مناطق عراقية لم يكن له دور في تحريرها، بل ولا في تجاهل ذكر أبطال (الحشد الشعبي) الذين يعرفهم العبادي أكثر من غيره، ويعرف بأنهم الوحيدون المعنيون بتحرير هذه المناطق من سيطرة داعش.. إنما القضية تكمن برأيي في معرفة الدوافع التي تجعل رئيس وزراء العراق (يستنكف) من ذكر بطولات وأمجاد أهله ويستحي من الإشادة بدماء أخوته من أبناء الحشد الشعبي، وهم الذين تطوعوا، للدفاع عن مدن عراقية غير مدنهم، فيذهب (أي العبادي) بلسانه، ليشيد بغيرهم امام ممثلي دول العالم، ويمتدح الأغراب ظلماً وكذباً وزوراً امام أكثر من ملياري مشاهد لأحداث تلك القمة التأريخية؟

شاهد ايضاً: فيديو: كلمة حيدر العبادي أمام الجمعية العامة – نيويورك

وصدقاً، أني لا أعرف لماذا يلبس العبادي مجداً لأناس لم يكن لهم وجود في صورة الواقع الميداني، بينما يحرم أهل الفعل الحقيقيين مجدهم الإستحقاقي، بتجاهل ذكرهم، وهم الذين صنعوا ملاحم المجد والبطولة في جرف الصخر وآمرلي وبيجي وغيرها من مدن العراق، والسؤال الصريح: أهي عقدة (الخواجه) مثلاً؟ ام هي عقدة، ومركب النقص النفسي (أي أحساس المرء بالنقص عن غيره)!

وإذا كان الجواب يأتي بسلامة رئيس الوزراء من النواحي النفسية، ويشهد بعدم تعرضه لأية عقدة، او مركب سايكولوجي في طفولته أو شبابه، فالأمر هنا لن يخرج عن دائرة التشكيك بولاء العبادي لأبناء جلدته، والتشكيك بإنتمائه لمنظومة الحق والعدل، التي يفترض بالسيد العبادي ان يكون راعياً لها، وليس إبناً لها فقط.

حيدر العبادي يلقي كلمته امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة - نيويورك
حيدر العبادي يلقي كلمته امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة – نيويورك

إذ ليس من المعقول، ولا من المنطقي أن لا يعرف رئيس وزراء العراق، أن أبطال (عصائب أهل الحق) وأخوتهم، هم الذين حرروا منطقة جرف الصخر وليس التحالف الدولي.. وإن الشهيد الشاب علي رشم الذي رسم بدمه الطاهر شارة النصرعلى لوحة التحرير في جرف الصخر، هو واحد من فرسان هؤلاء العصائب.. وإن هذا العلي الرشم مواطنٌ من مدينة الصدر، وليس من مدينة (أريزونا) الأمريكية!! ونفس الشيء سيقال عن محرري آمرلي وبيجي وغيرها، لأن الجميع يعرف أن ليس هناك أحد غير فرسان بدر والكتائب والعصائب وسرايا السلام وغيرهم من رجال الحشد الشعبي قد حرر المدن المحتلة من قبل داعش.. فعلام هذا الكذب، وهذا الإفتراء يا دولة الرئيس؟!

إن (أكل) حقوق أبطال الحشد الشعبي، وأولها الإعتراف امام الدنيا بألمعية جهادهم، وثانيها تجاوز دمائهم الطاهرة، وإنكار تضحياتهم، وعاشرها سرقة امجادهم (عينك عينك)، هو برأيي امرٌ يجب ان لا نسكت عنه جميعاً.. وأن لا نقبل به بتاتاً.. فبيجي وآمرلي وجرف الصخر قد حررها (أولاد الملحة) وليس اولاد أولبرايت وجاكلين، وماري.. وما على رئيس الوزراء إلاَّ أن يعتذر لدماء شهداء الحشد الشعبي، تلك الدماء التي روت أرض جرف الصخر وبيجي وآمرلي، على الرغم من ان هذا الإعتذار ليس كافياً برأيي.

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولايعبر بالضرورة عن رأي وكالة بغداد تايمز الإخبارية